الأدب الإسلامي 

الخط عربة العلم

[ 2/3 ]

 

بقلم : الأديب الإسلامي معالي الدكتور عبد العزيز عبد الله الخويطر

الرياض ، المملكة العربية السعودية

 

 

       وهكذا بلغت العناية بالخط مبلغها ، إذا استعان رجال مثل هذين الرجلين بمثل هذا الخطاط المشهور، وأخذاه معهما لينقطع لتعليمهما الخط وتحسينه .

       والقصة الآتية طريفة ، تري أهمية خط ابن البواب ، وشغف الناس بخطه ، ومدى البحث عنه واقتناء شيء منه ، ودفع ثمن عال مقابل الحصول على قطعة منه . وفي القصة فوائد أخرى تذكرنا بما يجري اليوم مع التحف من أن هناك من يبيعها جاهلاً قدرها وقيمتها ، وهناك من يشتريها عارفًا قدرها ، وقيمتها ، ولمحة عن الخُلُق في ذلك الزمن، ويقظة الضمير، ومحاولة نقائه ، بالبعد عن الغش والخداع في بضاعة من السهل فيها أن يُخدَع المرء أو يَخْدَع :

       قال الراوي :

       «بلغني عن رجل معلم في بعض محال بغداد أن عنده جُزَازًا كثيرًا ورثه عن أبيه ، فخيل لي أنه لا يخلو من شيء من الخطوط المنسوبة ، فمضيت إليه، وقلت له :

       أحب أن تريني ما خلف لك والدك عسى أن أشترى منه شيئًا .

       فصعد بي إلى غرفة ، وجلست أفتش حتى وقع بيدي ورقة بخط ابن البواب ، قلم الرقاع ، أرانيها أيضًا ، فضممت إليها شيئًا آخر لا حاجة بي إليه ، وقلت له :

       بكم هذا ؟

       فقال لي : يا سيدي ، ماصلح لك في هذا كله شيء آخر ؟

       فقلت له : أنا الساعة مستعجل ، ولعلّي أعود إليك مرة أخرى .

       فقال : هذا الذي اخترته لا قيمة له ، فخذه هبة مني .

       فقلت : لا أفعل ، وأعطيته قطعة قُراضة ، مقدارها نصف دانق .

       فاستكثرها ، وقال :

       ياسيدي ما أخذت شيئًا يساوي هذا المقدار، فخذ شيئًا آخر .

       فقلت: لا حاجة لي في شيء آخر .

       ثم نزلت من غرفته ، فاستحييت ، وقلت: هذا مخادعة ، ولاشك أنه قد باعني ما جهله ، ووالله لا جعلت حق خط ابن البواب أن يُشترى بالمخادعة ، فعدت إليه ، وقلت له :

       يا أخي هذه الورقة بخط ابن البواب ، فقال:

       وإذا كانت بخط ابن البواب ، أي شيء أصنع؟

       قلت له : قيمتها ثلاثة دنانير إمامية .

       فقال : ياسيدي ، لا تسخر بي ، ولعلك قد عزمت على ردها ، فخذها ، وحُطَّ الذهب .

       فقلت : بل أحضر ميزانًا للذهب .

       فأحضرها ، فوزنت له ثلاثة دنانير، وقلت له:

       بعتني هذا بهذا ؟

       فقال : بعتك .

       وأخذتها وانصرفت».(1)

       هذا الموقف الطريف يكشف جوانب في حياة أهل الفكر في ذلك الزمن ، الذي لم يختلف كثيرًا في بعض جوانبه ؛ فكثير من الأبناء اليوم عندما يموت سيد البيت ، ويترك مكتبة عامرة بنوادر الكتب ، ونفيس المخطوطات ، ثم تباع في تركته بثمن بخس، أو تؤول إلى من لايعرف قدرها من أبنائه ، فتصبح يتيمة بين جدران بيته ، ومضاعة على رفوف المكتبة ، وقد تتبعثر بالبيع والاستعارة ، أو تأكلها الأرضة ، ويبليها الجو الفاسد حولها .

       وعن الآلات المستعملة للكتابة ، ومظهر العناية بها من قبل الناس والخلفاء ، واهتمامهم بها، والتفاتهم إليها ماورد في النص التالي عنها:

       «حدث محمد بن الجهم السمري ، قال:

       كنا إذا أتينا الأحمر تلقانا الخدم ، فندخل قصرًا من قصور الملوك ، فيه من فرش الشتاء في وقته ما لم يكن مثله إلا دار أمير المؤمنين ؛ ويدفع إلينا دفاتر الكاغد والجلود ، قد صقلت ، والمحابر المخروطة ، والأقلام والسكاكين».(2)

       وكان الخط مما يُفْرَد المرء بالمدح به إذا أتقنه، ويوضع في مقدمة صفوف المتعلمين ، وقواد الفكر، وهذا نص عن ابن المبارك ، يبجله ، ويعطيه حقه من التقدير، ويبلغ ذلك مبلغه عندما يقارن بابن البواب، ويقرن به، وابن البواب من المحاور التي لا يتعداها المدح ، فهو يدور حولها، ولا يبعد عنها:

       «كان المبارك بن المبارك بن المبارك – رحمه الله – فاضلاً زاهدًا عابدًا ورعًا إمامًا، أوحد زمانه في حسن الخط على طريقة علي بن هلال بن البواب .

       وكان ضنينًا بخطه جدًّا ، فلذلك قلّ وجوده، كان إذا اجتمع عنده شيء من تجويداته يستدعي طستًا ويغسله، فأما إذا اُستُفْتِيَ فإنه كان يكسر قلمَه، ويجهد في تغيير خطه».(3)

       ولا يتبين لنا السر في هذا ، مع أن حسن الخط هبة فضلٍ من الله سبحانه وتعالى ، ونعمة كبرى ضافية ، شكرها في إشاعة نورها، كأن يكتب بها القرآن ، ينسخ بها الصحاح ؛ ولعل السبب في فعله، ومحوه آثاره، وطمس معالمها، وحنقه على قلمه وكسره، أنه خشي أن يشارِكَ فيما قد يكون رأى أنه إثم ، فقد يكون الناس في احتفالهم بالخط دون فحواه متَعَبِّدين ، والعبادة لا تجوز إلا لله وحده، والمغالاة في تقدير الجماد قد تفضي إلى نوع من تعلق القلب بها ، وهذا قد يفضي إلى عبادة آثمة، وهو ما التفت له الإِسلام في الصور، التي عبدت في زمن الجاهلية، ولا تزال تصرف لها العبادة في بعض الأديان، وفي بعض المعتقدات الوثنية.

       ولعله يرى أن المهم معنى النص ، وما احتوى عليه من إرشاد، وما الخط إلا خادم له، ووعاء لحمله، والأمر يقلب رأسًا على عقب عندما يصبح الخادم سيدًا، والحاوي محتوى، وهذا ما أرعب ابن المبارك، وجعله يفعل ما فعله.

        وحسن الخط، والسير على قواعده أحد مؤهلات الخطاط، وأسباب الاعتراف به، والإقبال على ما يكتب، وامتداحه وشهرته، وهذا علي بن منجب بن سليمان الصيرفي أبو القاسم قيل عنه ما يلي:

       «علا شأنه في البلاغة والشعر والخط، فإنه كتب خطًّا مليحًا، وسلك فيه طريقة غريبة» (4).

       وهذا يؤكد أن إتقان أصول الخط ، وحسنه، لا يكفي لشهرة الشخص وبروزه؛ ولكن لابد أن يبتدع بجانب ذلك طريقة ينفرد بها، تعطي خطهُ شخصية تميزه عن غيره، بحيث يُعرَف ما يكتب عما يكتبه غيره، ويكون في ذلك من التميز ما يجذب إليه الأنظار، وينسخ سمعة من سبقه.

       والورق وأنواعه والعناية به مما أخذ حيّزًا واسعًا من تفكيرهم، وأصبح لذلك أنواعًا، وللأنواع أسماء، ولصنعه طرق؛ ومن النص التالي يتبين لنا شيء من هذا، ونعرف منه مظهرًا من مظاهر العناية التي كانوا يولونها للورق وتجليده وتجميله، مما جعله يقاوم مرور الزمن، وحوادث الأيام:

       «قال علي بن عيسى الربعي:

       أخرج إليّ عضد الدولة بيده مجلدًا بأدم، مبطن بديباج أخضر في أنصاف السلطاني، مذهب، مفصول بالذهب بخط حسن».(5)

       هذا عن الكتاب وعن الورق وعن الحجم، أما الكتابة التي يحتويها أمثال هذا المجلد المعتنى به هذه العناية كلها، فيمثل جزءًا منها النص التالي:

       ورد في ترجمة علي بن محمد بن عبيد بن الزبير الأسدي (ابن الكوفي):

       «صاحب الخط المعروف بالصحة، المشهور بإتقان الضبط، وحسن الشكل . فإذا قيل: نقلت من خط ابن الكوفي، فقد بالغ في الاحتياط.

       قال مؤلف الكتاب (ياقوت): ورأيت بخطه عدة كتب، فلم أر أحسن ضبطاً وإتقانًا للكتابة منه، فإنه يجعل الإعراب على الحرف بمقدار الحرف احتياطاً، ويكتب على الكلمة المشكوك فيها عدة مرارٍ: صح صح صح ، فكان من جماعي الكتب، وأرباب الهوى فيها.

       وذكره ابن النجار في كتاب الكوفة .. قال .. الذي خَطُّهُ اليوم يؤتدم به ، وبيع جزازات كتبه، ورقاع سؤالاته من العلماء كل رقعة بدرهم» (6).

       ولا عجب أن يقال ما قيل في النص السابق من الحفاوة بمن يعتني بالخط وحسنه، فالخط هو الوسيلة الأولى لنقل العلم، فكلما حسن زاد انجذاب القارئ إلى القراءة، وقرأ براحة وابتهاج، وتوفر له بذلك الوقت والجهد، مع إدراك منه بتعب الآخرين من أجله، وسهرهم لراحته. وهم يقدرون الخط الواضح الحسن، ويمتنّون لكاتبه، لأن في ذلك محافظة على العلم نفسه، ودرء الزلل عنه عند القراءة، ولهذا أشار النص إلى الميزة التي اتصف بها ابن الكوفي، هي واحدة من عدة ميزات، وهي «اتقان الضبط» وفي هذا وقاية من الخطأ بقدر جهد الإِنسان، و«حسن الشكل» للجمال الجاذب المريح للعين وللنفس؛ وعاد وأكد ياقوت هاتين الميزتين بقوله: «فلم أر أحسن ضبطاً وإتقانًا للكتابة منه»، والجمال يؤكده قوله: «فإنه يجعل الإِعراب على الحرف بمقدار الحرف احتياطاً، وفي هذا أيضًا إتقان للخط، وإبعاد للزلل الذي يحدث من زحف الإعراب وشكله من حرف إلى حرف، ولا أدل من عنايته ويقظته من كتابة: «صح» عدة مرات.

       وتأتي قمة التقدير في قول المؤلف: إن خطه يؤتدم به، وهو قول ليس بعده مزيد من المدح. أما القيمة التي بيعت بها الجزازات فهي بلا شك مرتفعة؛ ولكننا لاندرك ذلك في زمننا هذا، لعدم تصورنا لقيمة الدرهم، وما يأتي منه عندما يُشترى به.

       وقد يَرْمي النص التالي إشعاعًا على الأسعار لمن أراد أن يبحث ويقارن؛ ولكن الجدوى لنا محدودة، لاختلاف المعيشة اليوم ومستواها عن تلك الأيام، اختلافًا يصعب معه تصور القيمة إلا لمتخصص في المال والأسعار؛ ولكنه نص مفيد من بعض جوانبه:

       «حدث ابن عيسى الموصلي ... قال:

       كتب إليّ أبو تغلب يأمرني بابتياع كتاب الأغاني، لأبي الفرج الأصبهاني، فأبتعته له بعشرة آلاف درهم، من صرف ثمانية عشر درهمًا بدينار؛ فلما حملته إليه، ووقف عليه، ورأى عِظَمَهُ، وجلالة ما حوى، قال:

       لقد ظُلم ورّاقةُ المسكين، وإنه ليساوى عندي عشرة آلاف دينار، ولو فُقِد لما قَدِرَت عليه الملوك إلا بالرغائب».(7)

       إننا نعرف هذا الكتاب، وحجمه الكبير، ومجلداته المتعددة، ونقدر الطبعة الحسنة، التي طبعته بهادار الكتب مثلاً، ويمكننا أن نتصور الجهد اليدوي الذي بذل في كتابتها، ولهذا لانستغرب ما قاله أبو تغلب عن تدني القيمة التي اشتريت به، ونقدر إنصافه لهذا الجهد، بحيث وضع مكان كل درهم دينارًا.

       وهذا يرى بعض الجهد الذي يبذله الوراقون في نسخ العدد من الكتب، لمن يرغب شراءها، ولهذا مدح الخط الحسن، لأن كثرة الطلب، والإِلحاح، عادة تؤدي إلى السرعة في الانتاج، أمام الإِغراء، على حساب النوعية والإتقان، لأن العامل بشر، ويوشك مع السرعة أن يكون أقرب إلى الزلل من الصحة، وإلى قبح الخط من حسنه.

       ولنفتح نافذة صغيرة على جانب من عمل الوراقين، ومقدار ما يكتبون، والجهد الذي يبذلونه، والسبب الذي أحيانًا يقودهم إلى حلبة هذا العمل، فيمتهنونه، على ما فيه من تعب. والنص التالي يفيد في إعطاء فكرة عن ذلك:

       «قال أبوبكر محمد بن أحمد بن عبدالباقي الدقاق المعروف بابن الخاضبة:

       لما كانت سنة الغرق (466؟)، وقعت داري على قماشي وكتبي، وكان لي عائلة: الوالدة والزوجة والبنت؛ فكنت أورق الناس، وأنفق على الأهل، فأعرف أنني كتبت «صحيح مسلم» في تلك السنة سبع مرات؛ فلما كان ليلة من الليالي رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت، ومناديًا ينادي: «ابن الخاضبة» فأحضرت، فقيل لي: ادخل الجنة، فلما دخلت الباب، وصرت من داخل، استلقيت على قفاي، ووضعت إحدى رجليّ على الأخرى، وقلت: آه! استرحت والله من النسخ» (8).

       إنه لعمل مضن شاق، لقد اضطر إليه ابن الخاضبة مرغمًا بعدما وقعت داره على ما يملك من أثاث ورياش، فاضطر أن يمتهن الوراقة بالنسخ، ولأن عائلته – كما ذكر – ليست صغيرة اضطر أن يبذل مجهودًا متواصلاً حتى يستطيع أن يحصل على ما يقيتهم ؛ ويتبين مدى الجهد الذي كان يبذله في أنه عندما دخل الجنة في الحلم كان أول شيء خطر على باله هو الراحة من النسخ، بعد أن استلقى على ظهره وترك الهمّ خلفه، وانسل من عمل الدنيا.

       وكانت الوراقة مزدهرة ازدهار المطابع اليوم، وكان للوراقين سوق رائجة، فلديهم بيع الكتب ونسخها، وفي دكاكينهم يجتمع الأدباء والمفكرون، وقصة الجاحظ مشهورة، فقد روي أنه كان ينام في دكاكين الوراقين، يقفلون عليه طوال الليل، فيبقى هناك تتنقل عيناه بين أسطر الكتب، وتمرح نفسه في رياضها.

       ولعل الوراق يبدأ عمله ناسخًا، ثم يستعين بمبتدئ ثم بآخر، ثم يفتح دكانًا ويتفق مع عدة خطاطين ونساخ، فينسخ لحسابه بعض الكتب ويعرضها، وينسخ بعض الكتب بطلب من الناس. وفي الكتب ما يدل على عدد الوراقين، ويصف عملهم بدقة وتفصيل.

       وليتبين لنا حاجة الناس إلى نسخ الكتب والجهد الذي يبذل ، نذكر طرفًا مما حدث بين أبي حيان التوحيدي وأحد الكبار المسؤولين في الدولة، وقد رجا أبو حيان رفدهُ، فأراد هذا استغلال حاجة أبي حيان، فطلب منه أن ينسخ له بعض المجلدات، فرأى أبوحيان أن هذا فوق طاقته، وتحت مستوى أمله، فقامت على هذا عداوة بينهما، طار شرارها، وذكى أوارها:

       «قال أبوحيان التوحيدي:

       وقصدت ابن عباد بأمل فسيح، وصدر رحب، فقدم إليّ رسائله في ثلاثين مجلدة، على أن أنسخها له، فقلت:

       «نسخ مثله يأتي على العمر والبصر، والوراقة موجودة في بغداد» .

       فأخذ في نفسه عليّ من ذلك، وما فزت بطائل من جهته. فقال:

       «بلغني ذلك».

       فقلت له: ولو كان شيئًا يرتفع من اليد بمدة قريبة، لكنت لا أتعطل، وأتوفر عليه، ولو كرر معي أجرة مثله لكنت أصبر عليه، فليس لمن وقع في شر الشباك، وعين الهلاك، إلا الصبر» (9).

       ولا يكفي هذا الوصف من التعب، ولا النفرة من النسخ بسببه ، فيعيد في مقام آخر قولاً مؤكدًا عن الأمر نفسه، ويوضح الشدة التي تنتطره لو قام بهذا العمل فيقول أخذًا من قول أسهب فيه:

       «فَلِمَ تُعنَّى عيني – أيدك الله – بعد هذا بالحبر والورق والجلد والقراءة والمقابلة والتصحيح، وبالسواد والبياض؟» (10).

*  *  *

الهوامش:

(1)          معجم الأدباء: 17/280، ترجمة: محمد بن أحمد الأنصاري الدسكري.

(2)          معجم الأدباء: 13/9، ترجمة: علي بن الحسن الأحمر.

(3)          معجم الأدباء: 17/56، ترجمة: المبارك بن المبارك بن المبارك.

(4)          معجم الأدباء: 5/79، ترجمة: علي بن منجب الصيرفي.

(5)          معجم الأدباء: 14/84، ترجمة: محمد علي بن عيسى بن الفرج الربعي.

(6)          معجم الأدباء:14/153، ترجمة: علي بن محمد بن عبيد بن الزبير الأسدي.

(7)          معجم الأدباء: 13/126، ترجمة: علي بن الحسين الأصبهاني.

(8)          معجم الأدباء: 17/228، ترجمة: محمد بن أحمد القاق.

(9)          معجم الأدباء: 15/13، ترجمة: علي بن محمد بن العباس (أبوحيان التوحيدي).

(10)      معجم الأدباء: 15/23، ترجمة: علي بن محمد (أبوحيان التوحيدي)

 

 

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . جمادي الأولي 1427هـ = يونيو 2006م ، العـدد : 5 ، السنـة : 30.